أكملت وزارة الدفاع الأميركية والقيادة المركزية الأميركية مراجعة للمخاطر والخطط العسكرية في منطقة الشرق الأوسط. وتشير تفاصيل الخطط الجديدة إلى ما يريده الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
مسؤول أميركي تحدث قائلاً: “إن الرئيس ترامب يريد الانتقال من الفوضى إلى التجارة”. وأشار إلى أن “السنوات العشرين أو الخمس والعشرين الماضية شهدت عمليات ضخمة، كما شهدت أحداث 7 أكتوبر، وتلقت أذرع إيران ضربات عنيفة، وإيران أيضاً تلقت ضربات عنيفة في حرب الأيام الاثني عشر”.
الأوضاع اختلفت
يشير تقييم الأميركيين للأوضاع في الشرق الأوسط إلى “اختلاف جذري”. يرى الأميركيون أن إيران خسرت الكثير من قدراتها الدفاعية، بما في ذلك قدرتها على إطلاق الصواريخ. كما أن أذرع إيران تعرضت لضربات عنيفة، وانهارت أجزاء أساسية من قوتها، وأفضل مثال على ذلك حزب الله في لبنان، والحوثيون في اليمن، بالإضافة إلى حماس.
وافاد مسؤول أميركي “إن الأوضاع الأمنية في المنطقة تغيرت جذرياً وهي الآن متحركة”. وأشار إلى أن الأميركيين، على عكس كل التوقعات، “يرون أن هناك فرصة مؤاتية في الشرق الأوسط، ويريد الأميركيون استغلال هذه الفرصة”.
من الواضح أن الأميركيين، في ظل الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لا يرغبون في العودة إلى خطط يعتبرونها قديمة وتعتمد على عدد كبير من الجنود وعتاد كثيف في منطقة الشرق الأوسط.
شراكات أكثر
تشير الخطط العسكرية الأميركية إلى قواعد جديدة للتعامل مع المخاطر في منطقة الشرق الأوسط. وبحسب مسؤول أميركي ، فإن هذه الخطط تقوم “على تطوير الشراكات بين الولايات المتحدة وهذه الدول، وبين دول المنطقة برعاية أميركية، ومنح الدول في منطقة الشرق الأوسط قدرات عسكرية أكبر وأفضل”.
المثال الأفضل على الخطط الأميركية هو التخطيط لعودة إيران إلى تطوير ترسانة الصواريخ والمسيرات، وأن تتسبب بتهديدات لدول الجوار خلال أشهر أو سنوات قليلة. كانت الولايات المتحدة، ولعقود طويلة، تلجأ إلى نشر قواتها في المنطقة لحماية تدفق الطاقة والمصالح الأميركية والدول الصديقة. وشهدنا مرات عديدة الحاملات البحرية الضخمة وأسراب الطائرات المقاتلة تسرع إلى الخليج العربي أو البحر الأحمر وشرق المتوسط للردع أو لشن هجمات.
شركاء أقوياء
ربما لا نرى هذا الأمر مرة أخرى إلا نادراً. وإن عاد خطر الصواريخ والمسيرات الإيرانية أو حاولت طهران التسبب بتهديدات لسلامة الملاحة، فستكون مسؤولية الردع والرد على عاتق الدول في المنطقة. وقال المسؤول الأميركي الذي تحدث إلى “العربية” و”الحدث”: “لو أعادت إيران بناء قدراتها وحصل تصعيد من قبل طهران، فسيكون شركاؤنا على أتم الاستعداد”.
يأخذ المخططون العسكريون مطالب الرئيس الأميركي على أنها أولوية. ويبدو أن وزارة الدفاع والقيادة المركزية الأميركية، في ظل ترامب، تتجاوب إلى أقصى حد مع رؤيته. فوزير الدفاع يريد توجيه القوة الأميركية لحماية الحدود والدفاع عن الأراضي الأميركية. والأدميرال برادلي كوبر، القائد الجديد للمنطقة المركزية، لا يتعاطف مع نظريات الحشد الأميركي واستعمال القوة الساحقة. ووزير الخارجية ماركو روبيو، وهو مستشار الأمن القومي الأميركي أيضاً، يريد استعمال “الدبلوماسية القاسية” للوصول إلى أهدافه وأهداف الرئيس الأميركي.
أمن واستقرار
تريد إدارة ترامب أمناً واستقراراً في منطقة الشرق الأوسط، وهذا ما أرادته أيضاً إدارتا جو بايدن، وقبل ذلك باراك أوباما. لكن الإدارة الحالية لا تريد الاكتفاء بهذا الاستقرار، بل تريد أمناً مبنياً على هذا التعاون اللصيق مع دول المنطقة، على أن تكون دول هذه المنطقة في مقدمة العمل العسكري والأمني، وليس الولايات المتحدة.
من المنتظر أن تشهد منطقة الشرق الأوسط الكثير من المناورات المشتركة بين الأميركيين وجيوش الدول. كما من المنتظر أن تحصل جيوش هذه الدول على المزيد من العتاد الحربي. ومن المؤكد أن الكثير من الجهد والتدريب والعتاد سيكون موجهاً للدفاع ضد التهديدات الصاروخية الإيرانية والميليشيات الموالية لها.





























