في مثل هذه الأيام من عام 2021 وقف العالم على قدم واحدة ، حين طوت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل صفحةً استثنائية من التاريخ، وغادرت منصبها كأقوى امرأة في العالم، لتعود بهدوء إلى حياتها الخاصة برفقة زوجها، بعد ستة عشر عامًا من القيادة والعطاء في خدمة ألمانيا.
ستة عشر عامًا صنعت خلالها معجزة ألمانية جديدة:
ازدهار اقتصادي، واستقرار سياسي، ونفوذ دبلوماسي جعل صوت برلين مسموعًا في كل عاصمة.
ستة عشر عامًا…
لم تلطخها شبهة فساد،
ولم تُنهب فيها أموال عامة،
ولم تُعيَّن فيها الأقارب في المناصب.
ستة عشر عامًا…
عاشت فيها في شقة متواضعة بين جيرانها،
تخرج للتسوّق بمفردها دون موكبٍ أو حراسة،
ولم تُسفك خلالها قطرة دم واحدة لأجل كرسيّ الحكم.
ستة عشر عامًا…
لم يصفّق لها البرلمان دقيقة واحدة،
ولم تُدرج إنجازاتها في المناهج الدراسية،
ولم يُسمَّ شارع باسمها،
ولم يُقم لها تمثالٌ واحد.
ومع ذلك، عندما غادرت ميركل منصبها،
غادرته بهدوء القادة الكبار،
تحمل في قلبها محبة خمسةٍ وثمانين مليون ألماني،
وتترك خلفها درسًا خالدًا في النزاهة والتواضع والحكم الرشيد.
هكذا يُخلِّد التاريخ أسماء الكبار.





























