بقلم: د. عطية العلي
في زمن تتكاثر فيه العلاقات وتقل الخصوصية، تظل الأمثال الشعبية مختصرًا للحكمة الإنسانية.
ومن أجملها قولهم: “خلِّ كلبٍ يحرس دارك، وقطٍّ ياكل فارك، ولا تودّع أحدًا أسرارك.”
المعنى واضح: احرس بيتك وقلبك معًا، ولا تترك ما يخصك بلا حرص وانتباه، فالدار ليست الجدران فقط، بل رمز لكل ما نحبه ونخاف عليه. ومن لا يحمي ما يملك بعقله وحكمته قد يخسره بإهماله أو بثقته الزائدة.
أما قولهم: “وقطٍّ ياكل فارك”، فهو دعوة للتدبير والانتباه للتفاصيل، فالأشياء الصغيرة التي نهملها قد تصبح سببًا لمشاكل كبيرة. فالترتيب والاهتمام لا يحدان من الراحة، بل يمنحانها.
وأما الخاتمة فهي: “ولا تودّع أحدًا أسرارك.”
فالسرّ إن خرج من صدرك لم يعد لك، ومهما كانت الثقة، يبقى الكتمان أمانًا.
بعض الصمت صون للودّ، وحماية للنفس، وحكمة يعرفها من عاش تجربة الحياة.
إنه مثل صغير بحروفه، كبير بمعناه، يعلّمنا: احرس دارك، دبّر أمورك، واحفظ سرك. فمن فعل ذلك عاش مطمئنًا، هادئًا، وواثقًا، بعيدًا عن ما يزعزع السلام الداخلي.
وفي النهاية، نقول: كن يقظًا دون خوف، وهادئًا دون ضعف، وصامتًا حين يكون الصمت حياة





























