بقلم: د. عطية العلي
في كل المهن يقف المستفيد ويجلس الموظف، إلا في مهنة التعليم؛ يجلس الطالب ويقف المعلم.
وقفة تختصر معنى الرسالة، وتكشف سمو هذه المهنة التي لا تُقاس بالأجر، بل بالأثر.
في يوم المعلم، نرفع التحية لكل من جعل من وقوفه اليومي خدمةً للعلم ورسالةً للنور.
يقف المعلم بثبات الشجرة، جذوره في الأرض، وأغصانه تمتد بالعطاء. لا ينتظر تصفيقًا ولا شكرًا، لأن في عطائه لذّة الرسالة، وفي جهده حياة أجيالٍ قادمة.
عطاؤه لا ينتهي بجرس الحصة، فهو يزرع فكرة، ويوقد وعيًا، ويغرس أملًا، وربّ كلمةٍ قالها اليوم تصنع غدًا مختلفًا.
هو لا يدرّس فقط، بل يربّي ويصنع الإنسان، ويؤمن أن بناء العقول هو أساس بناء الأوطان.
في يوم المعلم، نحتفي بمن أضاء العقول بعلمه، وأنار القلوب بصبره.
علّم بصمته قبل كلمته، وبخلقه قبل درسه، فكان في حضوره هيبة العلم، وفي غيابه أثر لا يزول.
يمضي المعلم في دربه بهدوءٍ ووقار،
لا ينتظر شكرًا ولا يطلب جزاء، لأن ثمرة عمله تراها الأجيال لا الأيام.
سلامٌ على كل معلم حمل رسالة النور، وغرس في طريق الحياة بذور الخير والعرفان.





























